كمبيوتر السيارة

كمبيوتر السيارة هو الحديث الجديد في عالم تقنيات السيارات، وهو ما زال من الأمور الغامضة بالنسبة إلى معظم السائقين، وفي السيارات الحديثة ثمة تنوّع واختلافات بين هذه الكمبيوترات، إذ إن هناك عدة كمبيوترات في المحرك وآخر أمام السائق إضافة إلى مجموعة أخرى موزعة بين مؤخرة السيارة ووسطها ومقدمها. والكمبيوتر الذي نتحدث عنه لا يشبه الذي نستخدمه في المكتب، انه كمبيوتر يقوم بأعمال محددة وحجمه صغير وقد لا يتجاوز في بعض الأحيان حجم علبة الثقاب.
الكمبيوتر الوحيد الذي سيكون ظاهرا للعيان وعلى اتصال مباشر بنظر السائق هو الذي بدأت شركات السيارات تركيب شاشته أمام السائق وتحديداً وسط (الكونسول) وإلى جانب المقود.
فما دور هذا الكمبيوتر؟ وما هي مميزاته وأنواعه؟
إنه يشغّل الموسيقى ويستقبل المحطات التلفزيونية ويشير إلى اتجاهات الطريق وينبّه إلى المشكلات التي تحصل في المحرّك والدواليب وأوقات الصيانة ويتضمّن روزنامة ويستطيع استقبال الاتصالات الهاتفية ويسجّل المكالمات، كما انه يتحكّم في الإضاءة والتكييف، اختصاراً إنه شريك السائق في سيارات الجيل الجديد.
من برلين إلى باريس
أنت في برلين وتريد الوصول إلى باريس؟ كل ما عليك فعله هو الاتكال على كمبيوترك، بمجرد تشغيل خدمة الخرائط سيرشدك الكمبيوتر إلى الاتجاهات الصحيحة والمناسبة سواء من حيث المسافة أو الوقت.
وتتزايد الخرائط التي توفرها الشركات للبلدان المختلفة أخيراً باتت خريطة لبنان متوافرة على أقراص CD ولكي يتعرف الكمبيوتر إلى خريطة جديدة يجب وضع القرص في مكانه تماماً كما يستخدم قرص الموسيقى. وثمة عروض متوافرة اليوم تتضمّن خدمات إضافية.
أجهزة (نيوفي) مثلاً تملك المزيد من الخصائص والمواصفات للمسافرين إلى أوروبا، كساعة عالمية للسفر، ومحولات للقياسات وأسعار النقد، فضلاً عن دليل اللغة والسفر.
أما دليل السفر فيستخدم معلومات من مطبعة (أوكسفورد) بما في ذلك بنك للكلمات والعبارات مع قواميس ثنائية اللغة لتسع لغات ولهجات مختلفة، منها اللغة الإنكليزية المستخدمة في بريطانيا والولايات المتحدة، فضلاً عن اللغة البرتغالية المستخدمة في أوروبا والبرازيل، واللغة الإسبانية المستخدمة في أوروبا وأمريكا اللاتينية، مع عرض طريقة للفظ الكلمات.
ويشمل دليل السفر في هذا الجهاز معلومات من (ماركوبولو) عن المناطق السياحية وعرضاً للمطاعم في كل أنحاء أوروبا الغربية.
ويتيح جهاز استقبال حالة السير الاختياري لخريطة (نيوفي) إظهار أماكن الازدحام على الطرق بغية تحويل وجهة السير حولها في عدد من المدن البريطانية والفرنسية، وتتوافر هذه الأجهزة بأسعار مختلفة إلا ان كلها تتراوح بين 250 و2000 دولار.
ونظراً إلى الطلب الكبير عليها باتت الشركات المنتجة تتنافس في إضافة وظائف ومزايا جديدة، مثل تقنيات عرض الصوت والفيديو والصور ودليل اللغات، ومعظم هذه الأجهزة تستطيع عرض المواد الترفيهية بمختلف أنماطها الرقمية سواء كانت MP3، ويندوز ميديا بلير Win Media Player، WAV، DVD، CD وسواها. أمام السائق مباشرة معظم صانعي السيارات في العالم اختاروا مكاناً واحداً لشاشة هذا الكمبيوتر، وهو في منتصف (الكونسول) أي مباشرة فوق المكان الذي كان مخصصاً لمشغّل الموسيقى ومحطات الإذاعة (الراديو).
إلا ان البعض اختار أخيراً أماكن جديدة وهو ما فعلته شركات مثل Audi وBMW. فقد اعتمدت هاتان الشركتان أسلوبا جديدا يقضي بوضع الشاشة إما في (حاجب الريح) أي الزجاج الأمامي أو في الفضاء أمام عيني السائق. وقد طوّرت شركة (سيمنز) شاشة جديدة هي Headup Display.
وتقول الشركة: إن هذه الشاشة الجديدة ستكون مثالا عمليا على الراحة والسهولة التي ستكون عليها الشاشات الافتراضية المستقبلية في مجال رؤية السائق المباشر.
وتوفر هذه الشاشات معلومات مهمة متعلقة بالقيادة مثل السرعة وبيانات الملاحة والتحذيرات مباشرة ضمن مجال رؤية السائق مما يسمح للسائق بالتركيز بشكل أكبر على حركة المرور، ما يؤدي بدوره إلى تعزيز عوامل السلامة، لأن السائق لن يستغرق أكثر من نصف ثانية لقراءة المعلومات في نظام الملاحة، وهذا يعني أن عين السائق ستبتعد عن متابعة الطريق لمسافة 14 متراً فقط إذا كانت سرعة السيارة50 كم - ساعة.
وتضيف الشركة: إنه مع الشاشة المحسّنة الجديدة فإن الراحة والسهولة والسلامة التي يقدمها النظام لن تكون وقفاً على السيارات الفاخرة، والتحدي لإنجاز هذا الهدف هو خفض متطلبات الحيّز المخصص للتركيب وتكاليف نظام الشاشة إلى النصف.
ومع هذه الشاشة سيكون في إمكان السائق أن يختلس نظرة سريعة إلى الصورة الافتراضية التي تظهر في حاجب الريح ولكنها لن تكون صورة مستوية وثابتة، فالسائق سيتلقى الصورة كما لو أنها طافية على غطاء المحرك على بعد مترين تقريباً، والجديد في هذا الجيل من الشاشات هو حرية السائق في تعديل موقع الشاشة الافتراضية وفقاً لجلوسه إلى مقعد القيادة.